Search This Blog

Search The Web

Monday, January 23, 2012

جراحة إنقاص الوزن.. هل تساعد القلب أم تؤذيه؟

يعتقد الأطباء أن فهم مخاطر العمليات الجراحية لإنقاص الوزن ومحدودية فوائدها، مهم قبل التوجه لإجرائها.
  لقد طبل الجميع وزمر للعمليات الجراحية التي تغير الكيفية التي تقوم فيها المعدة والأمعاء بهضم الطعام، بوصفها عمليات لإنقاذ حياة الأشخاص المصابين بالسمنة الزائدة. وتؤدي هذه العمليات، بشكل دراماتيكي، إلى تحسين مستوى سكر الدم، وتقليل ضغط الدم المرتفع ومستوى الكولسترول، كما تخفف من حدة مشاكل انقطاع التنفس أثناء النوم sleep apnea (وهي حالة خطيرة)، وتحسن وظيفة القلب.

بيد أنه يجب موازنة هذه الفوائد التي لا تظهر إلا عندما يبدي المريض التزاما حقيقيا على مدى الحياة بنمط غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية، مع المخاطر المحتملة للعمليات.

وعموما، فإن هذه العملية توجه للأفراد الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو أكثر، أو 35 أو أكثر، مع وجود مشاكل صحية يصعب علاجها مثل الإصابة بمرض السكري. وتفترض التوصيات التي قدمتها جمعية السكري الدولية أن يتم التفكير بإجراء عملية إنقاص الوزن الجراحية كعلاج من السكري.

أنواع العمليات الجراحية

* هناك نوعان رئيسيان من العمليات الجراحية الخاصة بإنقاص الوزن، التي يطلق عليها أيضا اسم «جراحة السمنة» bariatric surgery. فجراحات التصغير restrictive procedures مثل جراحة ربط أو تحزيم المعدة gastric band surgery، تؤدي إلى تقليص الحجم الوظيفي للمعدة إلى حجم الجوزة. وهذه المحدودية في الحجم تحدد كمية الطعام الذي سيتناوله الشخص في أي وقت من الأوقات.

أما العمليات المحرضة لسوء الامتصاص malabsorptive procedures مثل تحويل شكل المعدة بشكل مجازي من نوع Roux - en - Y gastric bypass الذي يقلص حجم المعدة ويخلق مجازا بديلا حول جزء من الأمعاء الدقيقة (انظر إطار «تحزيم المعدة»). ويمنع هذا المجاز البديل الجهاز الهضمي من امتصاص بعض الطعام المتناول. وهذا ما يعيد تنظيم الشهية في الجسم ويسرع الشعور بالامتلاء بعد وجبة الطعام.

وتعتبر الجراحة أولى البدايات، فلأجل أن تتوج مهمتها بالنجاح، فإن على الأشخاص الذين خضعوا لها تعلم تناول الطعام بطريقة جديدة والالتزام بالنظام الغذائي الذي أوصى به الأطباء.

وينجح الكثير من الأشخاص في 

* إنقاص وزنهم الأول بعد إجرائهم العمليات فوائد وإخفاقات الجراحية، خصوصا في السنة أو السنتين اللتين أعقبتا إجراءها. ويتراوح مقدار فقدان الوزن في المتوسط بين 44 و66 رطلا (بين 20 و30 كيلوغراما).

إن كمية فقدان الوزن هذه تترجم فورا؛ إذ تظهر على شكل تحسن في مستوى سكر الدم وضغط الدم ومستوى الكولسترول لدى 9 من كل 10 أشخاص. ولدى أشخاص آخرين تكون التغيرات كبيرة جدا بحيث يمكنهم التخلي عن أدويتهم لعلاج السكري وارتفاع ضغط الدم، أو الكولسترول المرتفع، لكن هذه الفوائد لا تتحقق إلا إذا تمت المحافظة على كمية الوزن المفقودة.

ويزداد وزن غالبية الذين خضعوا لهذه الجراحات ببطء مرة أخرى خلال السنوات التي تعقب العمليات. ولا ينجح 1 من كل 6 أشخاص تقريبا في الحفاظ على النظام الغذائي الصارم اللازم للحفاظ على وزنهم. ويقول الدكتور جورج بلاكبرن، الخبير في التغذية والسمنة في مركز إسرائيل ديكونيس الطبي التابع لجامعة هارفارد: «لكي يستفيد الأفراد من العمليات عليهم الالتزام بالتغيرات طيلة حياتهم».

وبينما يوجد أفضل الجراحين والأطباء وخبراء التغذية من شتى الاختصاصات في مراكز العمليات، فإن على الشخص الذي خضع لها أن يلتزم بالتغيرات المطلوبة، وهو أمر ليس سهلا.

مخاطر ومضاعفات

* ومثلها مثل أي عملية جراحية كبرى، فإن عملية إنقاص الوزن تحمل مخاطرها. والوفاة من المخاطر؛ إذ يتوفى 1 من كل 100 من الخاضعين لها في غضون شهر واحد تقريبا من إجرائها. ويزيد العمر المتقدم والمشاكل الصحية الأخرى من خطر الوفاة.

كما أن على الأفراد أن يدركوا خطرا يبدو متناقضا؛ فعلى الرغم من أن جراحة إنقاص الوزن تبدو أنها تحسن من صحة القلب على المدى البعيد، فإنها تؤدي إلى إجهاد القلب كثيرا على المدى القصير. وقد سجلت نوبة قلبية أو مشكلة قلبية ووعائية واحدة مميتة بين كل 5 أسباب مؤدية إلى الوفاة في مرحلة ما بعد إجراء الجراحة. 

وهذا يبدو أنه يعكس الآثار السيئة الضارة لسنوات متواصلة من تأثيرات السمنة على القلب والأوعية الدموية.

وتشمل المضاعفات بعيدة المدى لجراحات إنقاص الوزن النقص في «عوز» التغذية، انسداد المعدة والأمعاء، التسرب أو الانقباضات في موقع الجراحة، الفتق، الكآبة. 

ونتيجة لهذه المضاعفات وغيرها فإن من المهم متابعة المرضى طيلة حياتهم.

وقد دعم بيان حديث صدر عن جمعية القلب الأميركية جراحات إنقاص الوزن للأشخاص المصابين بالسمنة الشديدة الذين لم ينجحوا في إنقاص وزنهم بالطرق التقليدية (مجلة «سيركوليشن» 19 أبريل - نيسان 2011).

«لماذا؟» يتساءل الدكتور بلاكبرن، ويجيب: «لأن السمنة قاتلة». ويضيف: «إذا قررت إجراء جراحة لإنقاص الوزن فعليك التشاور في جميع النواحي مع الأطباء لتأمين نجاحها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا» جراحة تحزيم المعدة
* جراحة تحزيم المعدة أحد أنواع جراحات إنقاص الوزن. وفيها يتم تحزيم الجزء الأعلى من المعدة لكي يصبح على شكل كيس بحجم الجوزة. ويتم قطع الأمعاء الدقيقة؛ حيث يوصل طرف منها مع كيس المعدة، بينما يوصل الطرف الآخر بالمجاز البديل.

المصدر:الشرق الاوسط

No comments:

شارك على مواقع التواصل