| |||||
| |||||
مازن النجار اكتشف علماء الغلاف الجوي والمناخ أن حزام الأرض الاستوائي، وهو تقريبا المنطقة المحيطة بخط الاستواء والواقعة بين مداري السرطان شمالا والجدي جنوبا، قد اتسع في ربع القرن الماضي حيث شهد الكوكب احتباسا حراريا. ويمكن لهذا التمدد أن يغير أنماط تساقط الأمطار التي من شأنها أن تؤثر بدورها على النظم الأيكولوجية (البيئية) والزراعة وموارد المياه. جاء ذلك في دراسة قادها فريق بحث من الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي (نُوَا) بقيادة الباحثة في علم المناخ دَايَان سيدل بمختبر موارد الجو التابع لإدارة نوا، ونشرت نتائجها قبل أيام في الإصدار الأول من الدورية العلمية الجديدة "نيتشر جيوسيانس" أو علوم الأرض. تقول دَايَان سيدل، المؤلفة الأولى للدراسة، إنها وزملاءها قد نظروا في كيفية تغيّر مناحي معينة لبنية وحركيات (دوران) الغلاف الجوي على مدى العقود القليلة الماضية، وكيف تتنبأ نماذج المناخ باحتمالات تغيرها مع تغير المناخ في المستقبل. زحف الصحراء قطبيا وأضافت سيدل أننا نشهد دلائل على أن مناخ الاحترار يرتبط بتمدد الإقليم الاستوائي في اتجاه القطبين، فقد كان مستوى التمدد الذي حدث في العقود الأخيرة أكبر مما توقعت النماذج المناخية أن يحدث في القرن الحادي والعشرين. اللافت أن نماذج المحاكاة الحاسوبية، في العديد من الدراسات التي أجريت حديثا، قد وجدت أن التيارات الهوائية الجوية، وما يرتبط بها من أنماط هبوب الرياح وتساقط الأمطار، تميل إلى التحرك في الاتجاه القطبي تحت تأثير الاحترار الكوني. بعض الدراسات التي ترصد هذه الظاهرة قد وجدت بالفعل اتساعا في المناطق المدارية (بين مداري السرطان والجدي)، بحيث تبلغ عدة درجات في خطوط العرض منذ 1979. ويقدر ذلك بنحو 300 ميل أو 500 كيلومتر شمالا وجنوبا. وهذا لا يعني فقط نموا أو اتساعا لنطاق الأقاليم التي تغمرها الأمطار شمال وجنوب خط الاستواء، كما يرى الخبراء، بل يعني أيضا أن الاحتباس الحراري العالمي قد يكون وراء زحف التصحّر باتجاه القطبين شمالا وجنوبا إلى مناطق مثل جنوب غرب الولايات المتحدة والمكسيك وأستراليا وجنوب أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط. رصد متغيرات الجو
يسجّل المؤلفون أن هناك مجموعة متنوعة من الآليات التي يمكن أن تتسبب في توسع الحزام الاستوائي، كارتفاع درجات حرارة سطح البحر واستنفاد الأوزون في الإستراتوسفير، تشمل احتمالات أخرى لم يتم استكشافها بعد، تغيرات في منظومة التذبذب الجنوبي لظاهرة إلنينيو وتغيرات الإستراتوسفير المناخية. كذلك ينوّه المؤلفون إلى أن هناك جوانب من التغيرات التي تم رصدها تحتاج إلى استكشاف بتفصيل أكبر، مثل الخصائص الإقليمية والموسمية لاتساع الحزام الاستوائي. مستجدات إقليمية يذكر أن إدارة "نوا" تعمل عبر المشروع المستحدث "جيوس" (GEOSS) -أي نظام رصد الأرض الكوني لمختلف المنظومات- بالتعاون مع شركائها الفدراليين (الولايات الأميركية) والمفوضية الأوروبية وحكومات 70 دولة أخرى، على تطوير وإقامة شبكة أرصاد عالمية متكاملة بنفس طريقة تكامل الكوكب الذي ترصده، والتنبؤ بأنماط ومتغيرات الظواهر وحماية الأرض من المخاطر المحتملة. وبناء على هذه النتائج، يمكن لهذا الاتساع في الحزام الاستوائي أن يؤدي إلى ظواهر مناخية عنيفة ومفاجئة بجنوب وجنوب غرب آسيا وشمال غرب أفريقيا، كفيضانات وسيول مدمرة تطال هذه المنطقة الجافة بمعظمها، وغير معدة أو مخططة سكانيا، حضرا وريفا، لتلك الظواهر المستجدة. بل إن فيضانات هذا العام المدمرة في الصومال والسودان وموريتانيا هي غالبا انعكاس للتغيرات المناخية الناجمة عن اتساع المنطقة الاستوائية، ويُرجّح أن تطال أيضا اليمن وعمان (التي تعرضت لإعصار) وجنوب غرب السعودية، لقربها من خط الاستواء ولأنها محاطة بمسطحات مائية ضخمة أيضا. |
Saturday, October 3, 2009
الاحتباس الحراري يسرع بتمدد الحزام الاستوائي شمالا وجنوبا
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment