شهدت الأروقة العلمية خلال النصف الأول لعام 2011 العديد من المستجدات البحثية المتعلقة بعلاج أمراض الجهاز الهضمي، فقد كشفت إحدى الدراسات عن نجاح التجارب الإكلينيكية لتقييم عقار جديد لمعالجة الإمساك الوظيفي المزمن، الذي اعتبره الباحثون مسلكا جديدا لم تطرقه الأبحاث سابقا لعلاج الإمساك. وفي المقابل حذرت دراسة من الإسراف في تناول الملينات المحتوية على أملاح «أكسيد المغنسيوم» لمعالجة الإمساك المزمن، كما أكدت دراسة استمرار نجاح التجارب الإكلينيكية لتقييم عقار «ريفاكسيمين» في معالجة الأعراض المصاحبة للقولون العصبي، وكشفت دراسة أخرى أحد أسرار عشبة «النعناع» الشهيرة في الإقلال من ألم البطن المصاحب للقولون العصبي. * عقار لمعالجة الإمساك * تناولت إحدى الدراسات التي نوقشت بمؤتمر الجهاز الهضمي بجامعة شيكاغو الأميركية، الذي عقد خلال شهر مايو (أيار) الحالي، نتائج المرحلة الثانية الإكلينيكية لتقييم عقار جديد (رقمه الكودي A3309) لمعالجة الإمساك المزمن الوظيفي، وهو يستهدف عملية إعادة تدوير أحماض الصفراء بالجسم Bile acids recycling. وأكدت نتائج الدراسة التي أجريت على مجموعة من المصابين بالإمساك الوظيفي المزمن، تحسن حالة الإمساك وسهولة إخراج البراز دون معاناة لدى المرضى الذين تم إعطاؤهم العقار الجديد لمدة أسبوعين، مقارنة بآخرين تم إعطاؤهم دواء وهميا لنفس المدة. وتمثلت الأعراض الجانبية لاستخدام العقار الجديد في حدوث مغص والشعور بعدم الارتياح بمنطقة البطن قبل التبرز، مع اختفاء هذه الأعراض تماما بعد إتمام عملية الإخراج. والجدير بالذكر أن أحماض الصفراء ينتجها الكبد ويقوم بإفرازها من خلال القنوات الكبدية وقنوات الحوصلة المرارية لتصل إلى الاثنى عشر والأمعاء الدقيقة للمساعدة في عمليات تكسير الدهون وامتصاصها إلى مجرى الدم، بالإضافة إلى كونها مليّنا طبيعيا يساعد على تنشيط حركة الصرف المعوي وتليين الكتلة البرازية. وأثناء عملية الهضم يتم إعادة امتصاص الغالبية العظمى من أحماض الصفراء من خلال الجزء الأسفل بالأمعاء الدقيقة كي تصل مرة أخرى إلى الكبد لإعادة تدويرها وإفرازها مرة أخرى، وهو ما يطلق عليه عملية «إعادة تدوير أحماض الصفراء بالجسم». ويقوم العقار الجديد بتثبيط إعادة امتصاص أحماض الصفراء بالأمعاء الدقيقة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تدفقها إلى الأمعاء الدقيقة والقولون لتنشيط حركة الصرف المعوي وتليين الكتلة البرازية، مما يساهم في سهولة إخراجها والتغلب على الإمساك. ويرى الباحثون أن تطبيق استخدام العقار الجديد ينتهج مسلكا جديدا لم تطرقه الأبحاث سابقا لعلاج الإمساك، وهو زيادة وصول مواد طبيعية ينتجها الجسم لتصل إلى الأمعاء الدقيقة والقولون بكميات كبيرة تسمح بإعادة تنشيط الصرف المعوي وتليين البراز للتخلص من الإمساك. وقد أكد الباحثون أنهم بصدد إجراء المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية خلال فترة وجيزة لتطبيق العلاج الجديد على عدد كبير من المرضى ولمدة علاج أطول. * أملاح أكسيد المغنسيوم * وقد وجه العلماء تحذيرات من الملينات المحتوية على أملاح أكسيد المغنسيوم، فقد تناولت دراسة نشرت خلال شهر فبراير (شباط) الماضي في دورية World journal of gastroenterology تساؤلا مهما عن احتمالات حدوث ارتفاع بمستويات المغنسيوم بالدم بين الأطفال المصابين بالإمساك الوظيفي المزمن، نتيجة إعطائهم ملينات تحتوى على أملاح «أوكسيد المغنسيوم Magnesium oxide». وقام الباحثون بقياس مستويات المغنسيوم بالدم لدى 120 طفلا (57 ذكرا، 63 أنثى)، ممن تتراوح أعمارهم بين عام إلى 14 عاما، جميعهم يعانون من الإمساك الوظيفي المزمن، طبقا لتوصيات مؤتمر روما لعام 2006 المتعلقة بالعلامات المميزة لتشخيص الإمساك الوظيفي. وتم إعطاؤهم أملاح أكسيد المغنسيوم بجرعة تراوحت بين 500 إلى 800 ملليغرام يوميا لمدة شهر على الأقل. وأكدت النتائج ارتفاع مستويات المغنسيوم بالدم بدرجة متوسطة بعد تناول أملاح أكسيد المغنسيوم يوميا، وتتناقص هذه المستويات تدريجيا مع تقدم سن الطفل. لذلك أكد الباحثون أن إعطاء أملاح أكسيد المغنسيوم يوميا لمعالجة الإمساك لدى صغار السن قد يمثل عامل خطورة نتيجة ارتفاع مستويات المغنسيوم بالدم، وطالب الباحثون بضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة التأثير طويل المدى لاستخدام هذه الملينات على الأطفال، خاصة في المراحل العمرية المبكرة. وجدير بالذكر أن مؤتمر روما للجهاز الهضمي لعام 2006 وضع علامات إكلينيكية مهمة لتشخيص الإمساك الوظيفي المزمن، تتمثل في وجود علامتين أو أكثر من العلامات التالية، وهي استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 12 أسبوعا أو ستة أشهر على الأقل قبل التشخيص، الحزق المتكرر في أكثر من أربع مرات من التغوط، الشعور بعدم اكتمال إخراج البراز، تكون كتلة برازية بالمستقيم أو بالشرج بعد إتمام عملية التغوط، اللجوء إلى وس
Wednesday, August 17, 2011
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment