الزوج الذكي يحمي المرأة من الزهايمر و الخرف

كيف يمكن لشريك الحياة الذكى أن يحمى شريكه من الخرف والزهايمر والشيخوخة؟ دراسة أجرتها جامعة بريطانية على عشرات الأزواج تؤكد أن الصحة الجيدة أساسها ذكاء الطرفين وأن الزوج الذكى يحمى زوجته من الزهايمر والعكس.

الزواج نعمة كبيرة، أساسها الذى يؤكد عليه ديننا الحنيف،المودة والرحمة خلال سنوات الحياة الزوجية، ولاشك أن الحياة مع شريك يتمتع بالذكاء العقلى والاجتماعى أجمل، ولهذا ينبغى أن نحسن الاختيار من البداية حتى تستمر الحياة الزوجية.  ولقد أثبت علماء من جامعة أبردين البريطانية أن التواصل ذا المستوى اللائق يمكن أن يضمنه زوج ذكى يمثل عاملا رادعا عن الإصابة فى سن الشيخوخة باضطرابات دماغية وبالخرف والزهايمر. وجاءت نتائج هذه الدراسة حيث أجرى علماء من جامعة أبردين البريطانية سلسلة تجارب شارك فيها توائم متشابهون من أجل تحديد احتمال تطور الخرف لديهم مع التقدم فى العمر.

وعند دراسة الحالة الصحية لدى التوائم توصل العلماء إلى أن البيئة التى تحيط الإنسان تستطيع أن تؤثر تأثيرا كبيرا فى احتمالات تطور الخرف. فأولئك الذين لم تظهر لديهم من خلال فحص دماغهم أي مؤشرات تدل على مرض الدماغ،     كانوا يتمتعون بقدرات عقلية عالية ويعملون فى عمل مرموق ويمتلكون كميات كبيرة من الأموال إذا كانت لديهم زوجات ذكيات. وعلقت البروفيسورة لورينس والى من جامعة أبردين على نتائج الدراسة قائلة: «الشيء الذى ينبغى أن يقوم به صبى ليعيش حياة طويلة ولم يقله أحد هو الزواج من امرأة ذكية لأن «الذكاء أفضل مضادات الخرف»

وسبق أن كشفت دراسات عديدة أن تحفيز المخ لجعله نشطا يساعد على منع تطور الخرف، والتفاعل تفاعلا إيجابيا ومفيدا مع شخص ذكى يشكل نوعا من أنواع مثل هذا التحفيز.

 

علاقات ذكية

 

ويعلق الدكتور مصطفى السيد أستاذ زراعة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر أن الذكاء مفيد فى العلاقات الزوجية، ولابد أن يكون هذا الذكاء متبادلا بكافة أنواعه من ذكاء اجتماعى وعلمى ونفسي، ولابد أن يحكم العلاقات الاجتماعية الذكاء الاجتماعي. وعندما شرعت علاقة الزواج أصبح على كل طرف من أطرافها دور محدد يتحمل القيام به، فالزوج يتحمل أعباء الحياة فى حين أن الزوجة تتحمل أعباء البيت والأبناء، ولاشك أن نسبة الذكاء الضعيفة فى كلا الطرفين تسبب العصبية الزائدة التى تؤدى إلى الانفعالات وبالتالى تكون العلاقة الزوجية فى مهب الريح.  ويقول الدكتور مصطفى السيد إن للذكاء علاقة كبيرة بالإصابة بالأمراض ومنها الزهايمر وهو من أمراض المخ ويؤثر على الذاكرة، ولا شك أن الذكاء جزء من تاريخ الذاكرة كما أن الذكاء مكون من أمور منها الأحاسيس التى يشعر بها الإنسان والإدراك والخبرات الحياتية التى تسهم فى اكتساب المعلومات وأيضا التعليم، والزهايمر يصيب الإنسان نتيجة لتركيب معين فى المخ أو نتيجة للضغط العصبى والنفسى والشريك غير الذكى يزيد من عملية الضغط العصبى، فى حين أن شريك الحياة الذكى سواء كان الزوج أو الزوجة يخفف من ضغوط الحياة على الطرف الآخر لأنه يتمتع بنوع من الذكاء الاجتماعى الذى يهون من الأمور الحياتية المختلفة والمشاكل والإحباطات المحيطة بنا.

 

نصائح

 

ويقدم الدكتور مصطفى السيد النصائح للزوجين لكى تمر الحياة بسلام.

أولا: الاختيار الصحيح من البداية حتى يتحقق التكافؤ فى كافة الجوانب العقلية والثقافية والمادية والاجتماعية، ولا شك أن الاختيار على أساس الدين مهم جدا قال صلى الله عليه وسلم « فاظفر بذات الدين تربت يداك».

وقال صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»

ثانيا:خلال فترة الخطبة يبدأ التعارف، وإذا لم يحدث التوافق يحدث الانفصال على الفور بدلا من الاستمرار.

ثالثا:بعد الزواج لابد ألا يكون الزوجان ندين لبعضهما البعض بدلا من الاختلاف المستمر، فالاختلاف له حدود وأيضا التفاهم له حدود.

رابعا:على الزوج أن يحافظ على زوجته وأن يتفاهم معها باستمرار حتى لا تزيد المشكلات الزوجية، فالصمت الزوجى قاتل للعديد من العلاقات الزوجية الجميلة حيث يحدث نوع من الفتور فى العلاقات.

خامسا:تنظيم وقت أسبوعى للتنزه ولو بالمشى فى جو لطيف حتى يتم إنعاش الذاكرة من وقت لآخر.

وتكمل الدكتورة إنشاد عزالدين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية أن ذكاء الزوجين مهم جدا لنجاح العلاقة الزوجية،     فهو الذى يحقق التعامل الجيد لكلا الطرفين مع الطرف الآخر، كما أن الذكاء الاجتماعى مهم فى العلاقة الزوجية،     فيجب أن يشعر كل من الزوجين أنه يدعم الطرف الآخر، كما أنه يشعر بآلامه ومتاعبه دون أن يتكلم مما يؤدى إلى تحسين كفاءة جهاز المناعة وتجنب العديد من الأمراض العضوية والنفسية. فالسعادة الزوجية هى ترمومتر الصحة الجيدة،     فالمحافظة على العلاقات الزوجية الجيدة مهمة لكى لا تحدث تراكمات زوجية وخلافات مستمرة وتتفاقم المشكلات بالتضحيات المستمرة لكى تستمر، أما إذا تم التخلص من المشكلات أولا بأول لا يترك مجالا لزيادة الخلافات الزوجية فهذه التراكمات تحدث إحباطات مستمرة تسبب العديد من الأمراض ومنها الزهايمر والاكتئاب وغيره،     ولهذا يجب على الزوجين أن يمتص كل منهما غضب الآخر بالكلمة الطيبة التى تعد سر نجاح الحياة الزوجية.فالمرأة تحتاج إلى التقدير المستمر من زوجها، وإذا شعرت بهذا التقدير تعيش فى راحة نفسية كبيرة تقيها من كثير من الأمراض العضوية والنفسية. وفى النهاية الرجل أو المرأة كائن حى يحتاج من يرعاه ويدعمه فى كافة مراحل حياته.